شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1 - مغادرته الأندلس لآخر مرة

بعد أن قضى أكثر من سنة معتزلاً عن الناس كما رأينا في نهاية الفصل الماضي، غادر الشيخ محي الدين الأندلس بشكل نهائي متجهاً إلى المغرب العربي ومنه إلى المشرق عن طريق تونس ومصر. لا نعلم على وجه التحديد متى غادر ابن العربي الأندلس ولا من أين غادرها، ولكن من المؤكّد أنه رضي الله عنه كان في نهاية سنة 596 أو بداية سنة 597 في المغرب في مدينة يقال لها "منقطع التراب" لأنه ليس وراءها إلا البحر المحيط، وهي مدينة سلا على الساحل الغربي للمغرب إلى الغرب من مدينة فاس. وقد قررنا هذا التاريخ لأننا سنجد الشيخ محي الدين في بلدة أبجيسل بين سلا ومراكش في شهر محرم أول سنة 597 الموافق تشرين الثاني أو كانون الأول سنة 1200.

ولكن كيف وصل الشيخ محي الدين إلى مدينة سلا من غير أن يمرّ، على ما يبدو، بالمدن الرئيسية الأخرى على الطريق مثل سبتة أو فاس، والتي لا بدّ لمن يقصد المغرب قادما من الأندلس أن يمرّ بها، إلا إذا فرضنا أنه مرّ بها بشكل سريع من غير أن يترك أي خبر عن ذلك، وذلك احتمال بعيد لأننا نجده يصف بعض تفاصيل رحلته من سلا نحو مراكش وفاس وسبتة وليس العكس. يبدو أن الاحتمال المعقول هو أنه وصل إلى "سلا" قادما من الأندلس عن طريق البحر، ثم ذهب منها إلى مراكش وفاس وغيرها كما سنرى. ليس هناك أية إشارة مباشرة وصريحة في كتب ابن العربي لهذا الافتراض خاصة وأننا نجده دائما يفضّل السفر عن طريق البرّ بدلاً من البحر عملاً بالنصيحة التي يستشفّها من القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى في سورة يونس: [b](([/b]هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[b] ... [22]))[/b]، فيقول ابن العربي: "ابدأ بما بدأ الله به"،[508] ولكنّ ذلك لا يعني أنه لا يجوز السفر في البحر أو أنّ الشيخ محي الدين لن يقوم بذلك، بل في الحقيقة فإن من المؤكد أن الشيخ محي الدين قد سافر فعلا في البحر، سفرا طويلا غير الذي كان يقوم به كلما عبر المضيق.

يقول الشيخ محي الدين في الباب السابع والستين وثلاثمائة حين كان يتحدّث عن قوة الريح أنه رأى ذلك ذوقاً من نفسه حين جرت بهم الريح الشديد من ضحى اليوم إلى غروب الشمس مسيرة عشرين يوماً رغم أن الموج كان كالجبال، "فكيف لو كان البحر فارغاً والرّيح من ورائنا كنّا نقطع أكثر من ذلك، ولكن أراد الله أن يرينا آيات كل صبّارٍ شكور".[509]

(روطة-سلا-أبجيسل-مراكش-فاس-سبتة-فاس-تلمسان-بجاية-تونس-الاسكندرية-القاهرة-الخليل-القدس-المدينة-مكة)

من حيث المبدأ هناك احتمالان اثنان لمثل هذه الرحلة: أن تكون في البحر المحيط (بحر الظلمات وهو الذي يسمى الآن بالمحيط الأطلسي) من الأندلس إلى سلا، أو أن تكون في البحر المتوسّط من تونس إلى الإسكندرية مثلاً؛ فإننا لا نملك أي دليل أيضاً عن كيفية انتقال الشيخ محي الدين في هذا المسار أثناء رحلته إلى المشرق. ولكن الطريق من تونس إلى مصر برّا يحتاج أكثر من عشرين يوما، بخلاف الرحلة من الأندلس (شريش أو روطة مثلا) إلى سلا الذي يحتاج تقريباً إلى عشرين يوماً.

فإذاً يبدو الاحتمال منطقياً أن الشيخ محي الدين قد سافر من جنوب غرب الأندلس إلى غرب المغرب عن طريق بحر الظلمات (المحيط الأطلسي) والذي يكون موجه عادة أعلى من موج بحر الروم (البحر المتوسّط). ثم إنّ وصف الشيخ محي الدين أن السفر الذي ذكره لم يكن باتجاه الريح يوحي على الأغلب أنه لم يكن بين الغرب والشرق بل بين الشمال والجنوب.

على كل حال غادر الشيخ محي الدين بلاد الأندلس بشكل نهائي في أواخر سنة 596 متجها نحو المغرب ليبدأ منها رحلته نحو مكة المكرّمة.

4.1.1- اجتماعه بالخضر للمرة الثالثة (جنوب غرب الأندلس)

4.1.2- سلا (597/1200)

4.1.3- مقام القربة (أبجيسل، شهر محرم 597/1201)

4.1.4- أبو عبد الرحمن السلمي (أنجال، 597/1201)

4.1.5- مرّاكُش (597/1200)

4.1.6- صاحب الصدقات الشيخ أبو العباس السبتي(مراكش، 597/1200)

4.1.7- النكاح يذهب الفقر

4.1.8- علم مناسبة ترتيب آيات القرآن الكريم

4.1.9- الشيخ محمد المرّاكشي (مراكش، 597/1200)

4.1.10- الشيخ أبو القاسم البجائي(مراكش، 597/1200)

4.1.11- اتقوا النار ولو بشق تمرة

4.1.12- الأمر الإلهي في الرؤيا وصاحبه محمد الحصّار (مراكش/فاس 597/1200)

4.1.13- في مدينة تلمسان (597/1201)

4.1.14- في مدينة بجاية (597/1201)

4.1.15- نكاح النجوم والحروف (بجاية، شهر رمضان 597/1201)