شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

4.1.3 - مقام القربة (أبجيسل، شهر محرم 597/1201)

فلمّا ودّع الشيخ محي الدين شيخه يوسف الكومي في سلا توجه نحو مراكش كما قال في روح القدس، وهي مدينة تبعد مسيرة حوالي عشرة أيام عن سلا. ولكنه كان له محطة مهمة توقف فيها على الطريق وكان لها انطباعٌ مهمٌّ في حياته حيث أنه دخل هناك في منزل غريب ما رأى فيه أحداً غيره. وهو منزل القربة وهو مقام بين الصدّيقيّة والنبوّة وقد خصّص له ابن العربي الباب الحادي والستين ومائة من الفتوحات المكية بالإضافة إلى كتاب آخر هو كتاب القربة.[516]

فيقول الشيخ محي الدين في الباب الحادي والستين ومائة "في المقام الذي بين الصدّيقية والنبوّة وهو مقام القربة" أن القربة نعت إلهي وهو مقام مجهول أنكرت آثاره الخاصّة من الرسل عليهم السلام مع الافتقار إليه منهم وشهادة الحق لصاحبه بالعدالة والاختصاص وهو مقام الخضر مع موسى، وما أذهله إلا سلطان الغيرة التي جعل اللهُ في الرسل عليهم السلام على مقام شرع الله على أيديهم.

ويقول الشيخ محي الدين أن بعض العلماء، مثل أبي حامد الغزالي، قد أنكروا هذا المقام وقالوا ليس بين الصديقية والنبوة مقام ومن تخطى رقاب الصديقين وقع في النبوة، والنبوة باب مغلق، فكان يقول لا تتخطوا رقاب الصديقين. ويضيف الشيخ محي الدين أنه لا شك أن الأنبياء أصحاب الشرائع هم أرفع عباد الله من البشر ومع هذا لا يبعد أن يخص الله المفضول بعلم ليس عند الفاضل ولا يدلّ تميّزه عنه أنه بذلك العلم أفضل منه. ولذلك قال الخضر لموسى: يا موسى أنا على علمٍ علمنيه الله لا تعلمه أنت وأنت على علمٍ علمكه الله لا أعلمه أنا. وما قال له أنا أفضل منك.[517]