شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.4.7 - الفرق بين الميرتلي والعريبي

وهكذا فإن ابن العربي قد تربّى على يد هذين الشيخين الجليلين العريبي والميرتلي. ولكنه أحيانا كان يقارن بينهما، حيث أنه كان مرة متكدّرا من شدّة ما رأى من مخالفات الناس وحيودَهم عن طريق الحق فدخل على شيخه أبي العباس العريبي وهو في مثل هذه الحال فقال له الشيخ: عليك بالله! ثم خرج من عنده ودخل على شيخه أبي عمران الميرتلي وهو على تلك الحالة فقال له: عليك بنفسك! فتعجب من القولين، وقال للميرتلي: يا سيدنا قد حرت بينكما هذا أبو عباس يقول عليك بالله وأنت تقول عليك بنفسك، وأنتما إمامان دالاّن على الحق! فبكى أبو عمران وقال للشيخ الأكبر: يا حبيبي الذي دلّك عليه أبو العباس هو الحق وإليه الرجوع، وكل واحد منّا دلّك على ما يقتضيه حاله، وأرجو إن شاء الله أن يُلحقني بالمقام الذي أشار إليه أبو العباس. فاسمع منه فهو أولى بي وبك.

وهكذا كان هؤلاء الشيوخ منصفين ويعرفون المقامات ويقدّرونها. فلما رجع الشيخ الأكبر إلى أبي العباس وذكر له مقالة أبي عمران، قال له: أحسن في قوله؛ هو دلّك على الطريق وأنا دللتك على الرفيق، فاعمل بما قال لك وبما قلتُه لك فتجمع بين الرفيق والطريق، وكلُّ من لا يصحب الحق في سفره فليس هو على بيّنة من سلامته فيه.[231]