2.4.4.5 - خوفه على ابن العربي
وكان الشيخ أبو عمران يخاف كثيرا على ابن العربي لأنه كما ذكرنا في الأعلى فُتح له قبل الرياضة وكان شاباً صغيراً لم يتمرّس، وكانت مغريات الحياة الدنيا أمامه كثيرة:
كانت همته متعلقة بالله في حفظنا وعصمتنا من الفتن والرجوع، فقضى حاجته في ذلك وشهد لي بها، وبشّرني وقال لي منه إليّ بمحضر صاحبي عبد الله بدر الحبشي: كنت أتخوّف عليك جدّاً لصغر سنّك وعدم المعنى وفساد الزمان وما ظهر لي في أهل الطريقة من الفساد وهم الذين ألزموني العزلة لِما عاينت من فساد الأحوال، فالحمد لله الآن أقرّ عيني بك.
وكما قلنا من قبل فإن مبرّر هذا الخوف هو أن الشيخ محي الدين قد فُتح له قبل السلوك، وهذه مرتبة خطيرة لا يخرج منها رجل إلا بحكم النادر، فكان ابن العربي من هذه النوادر.