شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.4.3 - تبشيره له بالجنة

وكان من بركة هذا الشيخ أن بشّر الله تعالى ابن العربي بالجنة، وذلك أن الشيخ الأكبر رأى له رؤيا تدل على أنه سوف ينتقل من مقامه إلى ما هو أعلى منه. فقال له الشيخ الميرتلي: بشّرتني بشّرك الله بالجنة!

وبعد وقت يسير نال الشيخ الميرتلي المقام الذي رآه له الشيخ الأكبر، فدخل عليه في اليوم الذي حصل فيه والسرور باد على وجهه، فقام الشيخ الميرتلي إليه وعانقه. فقال له الشيخ الأكبر: هذا تأويل رؤياي من قبل، وبقيت دعوتك أن يبشرني الله بالجنة! فقال الميرتلي: يكون إن شاء الله تعالى.

فيقول الشيخ الأكبر أنه ما تمّ الشهر حتى بشّره الله بالجنة بإيجاد آية منه ظهرت له مصدّقة لدعوى المبشَّر عن الله تحدى بها على صدق بشرى الميرتلي له بالجنة. فيؤكد الشيخ الأكبر أنه يقطع بذلك ولا يشك ألبتة في أنه من أهل الجنة، كما أنه لا يشك في نبوة محمد صلّى الله عليه وسلّم. ولكن الشيخ الأكبر يقول إنه لا يدري هل تمسّه النار أم لا، ويقول: عافانا الله وإياكم وأرجو من كرمه أن لا يفعل.

ولكن، إضافة إلى ذلك، فإن الشيخ الأكبر رضي الله عنه يقول في الباب الثالث والستين وأربعمائة بعد أن اجتمع بالرسل عليهم السلام، كما ذكرنا أعلاه، أنه لمّا أعطاه موسى عليه السلام علم الكشف والإيضاح وعلم تقليب الليل والنهار؛ فلمّا حصل عنده زال الليل وبقي النهار في اليوم كلِّه فلم تغرب له شمس ولا طلعت. فيقول إن هذا الكشف كان له إعلاماً من الله تعالى أنّه لا حظّ له في الشقاء في الآخرة.[228]

وتجدر الإشارة إلى أن ذلك الأمر على غرابته فإنه ليس ببعيد عن المؤمنين الصالحين الذين تولاهم الله برحمته، حيث يقول الله تعالى في سورة فصلت: [b]((إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [30] نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [31] نُزُلًا مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ [32]))[/b].