شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.2.3 - سبب هذا القبول الجميل عند الملوك

ويعود الفضل في هذا القبول الجميل للشيخ محي الدين ابن العربي عند الملوك وكونهم لا يردون له حاجة إلى المقام الذي قال فيه الله عزّ وجلّ لموسى وهارون في حق فرعون في سورة طه: [b]((فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [44]))[/b] وهذه هي عين المداراة، فإنه يتخيل في ذلك أنك معه. فيقول ابن العربي أنّه لمّا ذاق هذا المقام واتحد به استعمله مع الملوك الذين صاحبهم فيقول إنه ما قضى لأحد من خلق الله عند واحد منهم حاجة إلا من هذا المقام وما ردّه أحد من الملوك في حاجة التمسها منه لأحد من خلق لله، وذلك لأنه كان إذا أراد أن يقضي عنده حاجة أحد بسط له بساطاً استدرجه فيه حتى يكون الملك هو الذي يسأل ويطلب قضاء تلك الحاجة مسارعاً على الفور بطيب نفس وحرصٍ لما يرى له فيها من المنفعة، فكان على الحقيقة يقضي للسلطان حاجةً بأن يقبل منه قضاء حاجة ذلك الإنسان.[726]