شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.2 - المخطوطات والطبعات المتوفرة للفهرس

هناك أكثر من عشرين مخطوطة للفهرس، منها نسخ قديمة كتبت في زمن الشيخ محي الدين، وقرِئت عليه، وصادق هو على ذلك. وهذا مما يؤكد صحة نسبة هذه الرسالة إليه، دون أدنى شك، رغم وجود بعض الاختلافات البسيطة بين هذه المخطوطات، خاصة تلك المتأخرة منها، وهي اختلافات قد تكون ناتجة عن التصحيف، أو اسقاط ذكر بعض الكتب سهواً من قِبل النسَّاخ، أو ربما إضافة بعض الكتب التي كتبت في وقت لاحق، كما ذكرنا أعلاه. وفي جميع الأحوال، لا يتعدّى الخلاف بين النسخ الأساسية سوى بضعة كتب، في حين إنَّ حميع النسخ تبدأ وتنتهي بنفس العناوين وبنفس الترتيب.

إضافة إلى هذه المخطوطات، فقد نُشر هذا الفهرس موزعاً على خمسة أعداد متتالية من مجلة المجمع العربي بدمشق، في العددين رقم 3 و 4 من المجلد رقم 29 لسنة 1954، والأعداد رقم 1 و 2 و 3 من المجلد رقم 30 لسنة 1955، وذلك من قبل "كوركيس عوّاد"، مدير متحف العراق ببغداد، اعتماداً على مخطوطة كانت بحوزته، وهي مكتوبة بتاريخ 1337 هجرية، ولكنه يقول إنّها منسوخة عن مخطوطة قديمة بتاريخ 689 هجرية. تحوي طبعة عوّاد 248 مصنفاً، ثم أضاف لها عناوين أخرى جمعها من مصادر مختلفة، ونشرها فيما يُسمى بالمستدرك، وهما الأصلان اللذان اعتمد عليهما عثمان يحيى.

وفي نفس الوقت تقريبا نُشر الفهرس في القاهرة من قبل "أبو العلا عفيفي"، وذلك في العدد 8 لشهر ديسمبر من سنة 1954 لمجلة كلية الآداب لجامعة الإسكندرية، في جزئين من صفحة 109 إلى 117، ومن صفحة 189 إلى 207، وذلك اعتماداً على نسخة مخطوطة كتبت سنة 689 هجرية، وربما هي نفسها النسخة الأصلية التي نقلت منها المخطوطة المجهولة التي كانت بحوزة عوّاد كما سنذكرها بعد قليل.

لقد اعتمد عثمان يحيى في إحصائه لكتب الشيخ محي الدين على طبعة عوّاد للفهرس، وكذلك على المستدرك، مستبعداً نشرة عفيفي، لأنه كان يعتقد أنه لم يحدد فيها المخطوطات التي اعتمد عليها. لكن عفيفي قد ذكر ذلك في الجزء الثاني من نشرته في نفس المجلة التي ربما لم يطَّلع عليها عثمان يحيى، فاختار أن يعتمد على نسخة عوّاد. وبنتيجة الفحص الدقيق نجد أن طبعة عفيفي أكثر دقة وهي قريبة جداً من المخطوطة الأصلية التي بخط الشيخ صدر الدين القونوي، وهي الأقدم، مع وجود فوارق بسيطة سنذكرها بعد قليل. وفي نفس الوقت، هناك فوراق أساسية بين طبعة عوّاد وهذه النسخة الأصلية، سنذكرها كذلك.

كذلك فقد ظهرت نسخة من هذا الفهرس في كتاب "عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء في المئة السابعة ببجاية"، من تأليف الإمام القاضي أبو العباس أحمد الغبريني المعروف بسيدي بلعباس الزواوي (المتوفى 704 هـ)، بتحقيق "عادل نويهض"، ونشر ببيروت سنة 1969 ميلادية، ثم أعيد نشره سنة 1979. وهذه النسخة من الفهرس التي نشرت ضمن هذا الكتاب هي أيضاً تعتمد على مخطوطة تعود لتاريخ 689 هجرية، وهي محفوظة في المكتبة الآصفية بحيدر آباد، تحت رقم 140، وقد نصَّ المؤلف أنها منسوخة عن الأصل الذي كتب بخط الشيخ محي الدين سنة 632 للهجرة.

وهذه قائمة بأهم المخطوطات الموجودة للفهرس، مرتبة بحسب تاريخ النسخ. وقد اطلعنا على أكثرها وفحصناها وقارنّا بينها، والفضل في ذلك يعود للأخ الكريم أبو أحمد محمد كابر الأنصاري الذي زوَّدنا بالعديد منها وأفادنا بمعلوماته القيِّمة من خلال مناقشات مطوَّلة وملاحظات مهمة عن الأصول المتداخلة لمؤلفات الشيخ محي الدين والمخطوطات المختلفة لها:

1. – مجموع يوسف آغا رقم 7838 (أو 5624 بحسب الترقيم القديم)، من صفحة 188ب إلى 193ب. كتبت هذه النسخة من قبل صدر الدين القونوي، وقد تمَّت مراجعتها من قبل الشيخ الأكبر وتصحيحها بملاحظات على الهامش، وعليها كذلك سماع مصدق من قبل الشيخ محي الدين ومؤرخ في شهر صفر سنة 627 هـ، وهي ضمن المجموعة التي حفظت في مكتبة القونوي الخاصة في قونية، وعليه ختم الوقف على الصفحة الأولى منها كما هو موضح في الشكل المرفق. لكن من الواضح أن هذه النسخة كتبت على مرحلتين، الأولى حتى كتاب "فصوص الحكم"، ثمَّ أكملت بخط مختلف قليلاً، وهو على الأغلب يعود لنفس الناسخ ولكنه يبدو أنه كتب على عجل، وبنفس القلم وإنما الحبر في الخط الأول أكثر إشباعاً منه في الجزء الثاني، وقد تم الشخط على بعض العناوين بنفس القلم، ربما بعد المراجعة، لكونها مكررة. ويحوي هذا المجموع كذلك على مجموعة سماعات وإجازات للشيخ صدر الدين القونوي وهي مصدقة من قبل الشيخ الأكبر، كما سنذكرها بكاملها في الفصل الثاني، بعد الانتهاء من الفهرست في هذا الفصل. ويحوي هذا على 18 نصًا مؤرخة ما بين 629 هـ و 651 هـ، تسعة منها لابن العربي، بالإضافة إلى أقدم نسخة معروفة من ديوان ابن الفارض.

[صورة الوقف على الصفحة الأولى من مخطوطة يوسف آغا 7838]صورة الوقف على الصفحة الأولى من مخطوطة يوسف آغا 7838 والذ حفظت بموجبه هذه المخطوطة في مكتبة القونوي الخاصة في وايته في قونيا.

2. – مجموع بيازيد رقم 3750، من صفحة 435 إلى 437أ، ويبدو أنها نسخت في حلب بتاريخ 682 هـ، وذلك بناءً على تاريخ مخطوطات أخرى موجودة في نفس المجلد. لم نطلع على هذه المخطوطة.

3. – المكتبة الآصفية بحيدر آباد رقم 140، وهي مكتوبة بتاريخ 689 هـ، ومنسوخة عن أصل بخط الشيخ محي الدين مكتوب سنة 632 هـ. لم نطلع على هذه النسخة، ولكنها هي التي اعتمد عليها عفيفي في طبعته المذكورة أعلاه، ولذلك سوف نقارن معها.

4. – مجموع خراجي أوغلو رقم 801، من صفحة 86ب إلى 87ب، وهي مكتوبة بتاريخ 879 هـ بحسب المخطوطات الأخرى الموجودة في نفس المجلد الذي يحتوي على ستة أعمال لابن العربي. ولكن بعض الأجزاء في حالة سيئة مع العديد من اللطخات والصفحات المظلمة، على الرغم من أن النص واضح ومخطط جيدًا.

5. – مجموع شهيد علي رقم 1344، من صفحة 153أ إلى 156أ، وهي نسخة جيدة وواضحة، مكتوبة بتاريخ 949 هـ، والناسخ هو محمد ابن عبد العال ابن علي النهواني، بحسب ملاحظات موجودة على صفحات أخرى من نفس المجموع الذي يحتوي على 20 عملاً لابن العربي، صدر الدين القونوي، وآخرين.

6. – مجموع شهيد علي رقم 2717، من صفحة 44ب إلى 47ب، وهي مكتوبة في مكة المكرمة بتاريخ 977 هـ، بحسب مخطوطات أخرى موجودة في نفس المجموع الذي يحوي أيضاً الجزء الأول من الإجازة التي سنذكرها بعد قليل. فيها نقص صفحة من الأخير.

7. – مجموع قرة جلبي زاده رقم 345، من صفحة 92ب إلى 97، وهي مكتوبة بتاريخ 980 هـ، ولم نطلع عليها.

8. – مجموع في جامعة هارفارد تحت رقم 1605- 225 من صفحة 438 إلى 449، ضمن مجلد يعود للقرن العاشر الهجري.

9. – مجموع المكتبة الحميدية رقم 188، من 139ب إلى 142أ، وهي منسوخة عن مخطوطة يوسف آغا 7838 المذكورة أعلاه، وذلك بتاريخ 1008 هـ، بناءً على تاريخ مخطوطات أخرى موجودة بنفس المجلد الذي يحوي على عدد كبير من الرسائل من قبل شيخ الإسلام ابن كمال باشا (توفي 940 هـ). وكذلك تحتوي هذه النسخة على السماعات المذكورة في الأصل، وهي حوالي أربعين عنواناً أضيفت بعد نهاية النص، كما سنذكرها بعد الانتهاء من الفهرست.

10. – مجموع حاجي محمود رقم 6355، من صفحة 1أ إلى 6أ، وهي منسوخة عن مخطوطة الحميدية 188 المذكورة أعلاه، وبالتالي بعد سنة 1008 هـ، وهي مرقمة، غير أن هناك أخطاء في الترقيم ناتجة عن ترقيم الكتاب الواحد ككتابين. مثلاً "كتاب المحجة البيضاء (28)"، حيث ذكر الشيخ بعده أنه لا زال يكتب في المجلد الثالث و"أنا في كتاب الجمعة منها"، فحسب "كتاب الجمعة" كأنه كتاب جديد. وكذلك تحوي هذه النسخة على إجازة القونوي بالكتب التي قرأها على الشيخ الأكبر، كما سنذكرها في الفصل الثاني.

11. – مجموع فيض اللّه أفندي رقم 2119، من صفحة 13 إلى 18، بتاريخ 1088 هـ بناءً على مخطوطات أخرى موجودة في نفس المجلد.

12. – مجموع في جامعة الملك ابن سعود رقم 3189، من صفحة 1 إلى 10، نسخة جيدة لكن فيها نقص، والناسخ هو أحمد بن حسن الأسطواني الذي نسخها في دمشق بتاريخ 1314 هـ ومعها أيضاً رسالة الإجازة إلى الملك المظفر، والتي سنذكرها في الفصل الرابع بعد قليل.

13. – مجموع ولي الدين رقم 1794، من صفحة 1أ إلى 5أ، مكتوبة بتاريخ 1123 هـ. نسخة حديثة ولم نطلع عليها.

14. – مجموع في جامعة الملك ابن سعود رقم 1296، من صفحة 1 إلى 7، مكتوبة بتاريخ 1135 هـ، بناءً على مخطوطة أخرى موجودة في نفس المجلد.

15. – نسخة مجهولة كانت بحوذة كوركيس عواد مؤرخة بتاريخ 1337 هـ، وبناءً عليها قام بنشر بحثه المذكور أعلاه. ولقد تفرّدت هذه النسخة بعبارة غريبة موجودة في آخرها تنصُّ على أنَّ الشيخ محي الدين يقول إنَّ أحد محبِّيه أحصى له أربعة آلاف، ولكن بسبب ضيق الوقت وانشغال البال لم يذكر سوى مئتين وكسر في هذه الرسالة! لا يوجد مثل هذه العبارة في أي مخطوطة أخرى، وبما أن هذه المخطوطة متأخرة، لا يُستبعد أن هذه الإضافة تمَّت من قبل بعض الناسخين المحبين للشيخ الأكبر، فبالغ بالعدد إلى هذا الحد. لم نطلع على هذه المخطوطة، ولكننا قارنا مع نسخة عواد التي اعتمدت عليها.

16. – مجموع في دار الكتب المصرية رقم 340 مجاميع، من صفحة 2ب إلى 8أ، وهي نسخة حديثة ولكنها منقولة عن الأصل الذي بخط القونوي، كما هو موضح في أعلى الصفحة 2أ.

17. – مجموع في جامعة الملك ابن سعود رقم 1272، من صفحة 29ب إلى 33ب، وهي نسخة جيدة مكتوبة بخط واضح، حديثة ولكن غير مؤرخة.

18. – مجموع في جامعة إستانبول رقم 1468. لم نطلع على هذه المخطوطة.

19. – مجموع أسعد أفندي رقم 1420. لم نطلع على هذه المخطوطة.

20. – مجموع حاج محمود رقم 2718، من صفحة 44ب إلى 49ب، غير مؤرخة. لم نطلع على هذه المخطوطة.

وكمثال على الأخطاء الكبيرة التي يمكن أن تحدث بسبب النسخ، فالناسخ كثيراً ما يقرأ بعض الكلمات بشكل خاطئ ثم يقرِّبها إلى الشكل الذي يتصوره صحيحاً، مما يمكن أن يغيِّر المعنى الأصلي كلِّيًّا. ففي نسخة القونوي من إجازته، التي سننقلها كاملة بعد قليل، يقول الشيخ محي الدين "سمع عليَّ الولد الصالح البار المحسن العاقل الأديب الفطن صدر الدين محمد بن الصاحب المشفق المرحوم مجد الدين إسحاق بن محمد بن علي بن يوسف القونوي وفقه الله – وهو صاحب هذا الخط فوق هذا"، وذلك في الصفحة 347ب من مخطوطة يوسف آغا 7838. في حين نجد هذه العبارة الأخيرة وردت في الصفحة 6ب من مخطوطة حاجي محمود 6355، وهي منسوخة عن الحميدية 188، المنسوخة عن يوسف آغا السابقة: "صاحب هذا المدفن"، مما يعني – خطاً – أنَّ هذه الإجازة كتبت في قونية أمام قبر الشيخ إسحق القونوي! والمشكلة أنّ الخط في النسخة الحديثة أفضل منه في الأصل، فأي ناسخ يأتي بعد هذا يمكن أن يفضل النسخ الأوضح ويأخذ عنها دون الرجوع إلى الأصل، خاصة إن لم يكن ذلك ممكن له، أو إذا كان الأصل مفقوداً. ومثل هذه الأخطاء يمكن أن تفسر بسهولة الاختلاف بين عناوين بعض المصنَّفات في الفهرس والإجازة، والاختلاف في اسم الملك المجاز كما سنرى عند الحديث عن إجازة الملك المظفر في الفصل الرابع.