شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.0 - الصُّبْح: ولادته وفترة شبابه وتنقله في بعض مدن الأندلس - 560/1165 - 589/1192

زُوِّجتِ الأنفسُ أبدانها
***
إذ أظهرَ الإنسانُ أعيانها
وأحكمَ الطبعَ بها شهوةً
***
إذ أحكمَ الصانعُ بنيانها
أسكنه الرحمنُ في جنّةٍ
***
يلاعبُ الحورَ وولدانها
أطافَ بالكأس وإبريقه
***
رحمانُه عليه غلمانَها
لمّا أتى عند كثيب الحِمى
***
يطلبُ للأبصارِ رحمانها
أنفُسُنا لو عَرفَت ذاتها
***
لأقرأت بالجمعِ قرآنها
سبحانَ من حيّرها حِكمةً
***
فيها فلا تعرفُ فرقانها[68]

ابن العربي (الديوان، ص 415) ... شاهد التعليقات على هذه القصيدة في الفقرة 2.10 في نهاية هذا الفصل.

وُلد الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الحاتمي الطائي في مدينة مرسية شرقي الأندلس سنة 560 للهجرة (1165 للميلاد)، وكان ذلك في عهد الخليفة العباسي المستنجد بالله، وكانت دولة المرابطين في الأندلس تلفظ أنفاسها الأخيرة لتحلّ محلّها دولة الموحّدين. كان أبو محمد يتبوأ منصباً رفيعاً عند ابن مردنيش سلطان مرسية، وعندما مات هذا السلطان وأخذ الموحدون إمارته رحل محمد مع أبيه وعائلته إلى إشبيلية عاصمة الأندلس آنذاك، وكان عمره عندئذ ثمانية سنين. وهناك في إشبيلية وفي قرطبة تلقى محمد التعليم والتربية على أيدي مشاهير شيوخ الأندلس، وكانت تتهيأ له مكانة رفيعة في قصر السلطان مثل أبيه لولا أنه اتجه إلى طريق الزهد والتصوف. كان ذلك قبل أن يكمل العقد الثاني من عمره، وسرعان ما فُتح عليه بعلوم جمّة أدّت إلى شهرته التي عمّت بلاد الأندلس والمغرب حتى صار الشيوخ يقصدونه من كل حدب وصوب.

كان والده، أبو محمد علي بن العربي، يتولى منصبًا رفيعًا مع ابن مردنيش، سلطان مرسية. وعندما بلغ ابن العربي الثامنة من عمره، توفي هذا السلطان الأخير من دولة المرابطين واستولى بعده الموحدون على مرسية، وبالتالي انتقل محمد مع عائلته إلى إشبيلية، عاصمة الأندلس في ذلك الوقت، حيث كان لوالده أيضًا مكانة رفيعة في القصر الجديد.

تلقى محمد تعليمه في إشبيلية وقرطبة على يد علماء الأندلس المشهورين، وكان يستعد لتولي منصب في قصر السلطان، مثل والده، لكنه تحول في وقت مبكر جدًا إلى طريق الزهد والتصوف. كان ذلك قبل نهاية العقد الثاني من حياته، وسرعان ما فتح ذلك أمامه أبواب المعارف والعلوم التي أدت إلى شهرته التي اجتاحت الأندلس والمغرب حتى صار العلماء والشيوخ يقصدونه ويرغبون في صحبته.

أمضى الشيخ الأكبر معظم السنوات الأخيرة من هذه الفترة، حتى 589 هـ، مسافرًا بين مدن الأندلس لمقابلة شيوخ الصوفية المشهورين من أجل التعلم على أيديهم والاستفادة منهم، وكذلك إفادتهم منهم، وذلك قبل أن يبلغ الثلاثين من عمره بعد.

2.1- مولده ونشأته في مرسية – 560/1165

2.2- انتقالهم إلى إشبيلية وبداية شبابه وتلقيه العلم – 568/1172

2.3- دخوله الطريق (~ 580/1184)

2.4- التربية الروحية وشيوخه المربين

2.5- زيارات ابن العربي لقرطبة

2.6- قطب المتوكلين الشيخ عبد الله بن الأستاذ الموروري

2.7- شيخاته من النساء

2.8- سياحته في الساحل ولقاؤه بالرندي (شذونة، 589/1193)

2.9- بعض الشيوخ الآخرين الذين التقاهم الشيخ الأكبر في الأندلس

2.10- تعليقات على القصيدة الافتتاحية