شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.4.7.2 - The Death of Badr al-Habashi (Malatya 618/1221)

يبدو أنه لما ولد ابنه سعد الدين في ملطية ذهب الشيخ محي الدين إلى هناك، أو ربما كان هناك قبل أن يولد. ولكن مع فرحته بولادة ابنه سعد، جاءه حزن مقابل بموت صاحبه ورفيق عمره بدر الحبشي الذي رافقه ثلاثاً وعشرين سنة منذ أن عرفه بمدينة فاس في المغرب حتى وفاته.

يروي الشيخ محي الدين في الدرّة الفاخرة كيف مات صاحبه بدر بين يديه فيقول إنه لما حضرته الوفاة في منزل الشيخ خُيّر فاختار الرحلة إلى لقاء ربّه، فمات في الليل. وكان الشيخ محي الدين قد نوى أن يغسله بيده فلمّا حضر الناس في الصباح حضر من جملتهم الفقيه الصالح كمال الدين مظفر من أهل ملطية وهو من أهل الله، فقال للشيخ محي الدين: كنت البارحة في منزلي بالبستان، فقيل لي قم فاغتسل، فقلت ما بي جنابة، وعاودني ذلك ثلاث مرات فقيل لي في الثالثة: تأهّب لغسل عبدٍ من عبادي في غدٍ إن شاء الله، ثم قال إنه حين كان يغسله صار يوبّخ نفسه وخطر له أنه من هو حتى يؤهّل لغسل مثل هذا، فيقول إنه لما خطر ذلك بنفسه فتح بدر الحبشي عينيه وهو في المغتسل وتبسّم ثم أغمض عينيه. ويضيف الشيخ محي الدين أنه مشى إلى قبره بين الظهر والعصر وشكى إليه بأمر طرأ عليه بعده فأجابه من قبره بصوت سمعه بأذنه.[797]