شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.3 - ابنته زينب (دمشق 608/1211)

وعلى الطريق، وهم متجهون إلى الحج، في دمشق تقريبا، حدثت معهم كرامة لابنته الصغيرة زينب التي لم تكن تتعدى السنتين وكانت ما تزال ترضع من أمها. فيقول الشيخ محي الدين في الباب الثالث وثلاثمائة عندما كان يتحدث عن موضوع الكلام في المهد مثل كلام عيسى عليه السلام في المهد وكلام صبي يوسف عليه السلام وصبي جُريج فقال: وأما أنا فرأيت في زماننا شخصاً شاباً اسمه، والله أعلم، عبد القادر بمدرسة ابن رواحة بمدينة دمشق فجاء وسلم، فأخبرني عنه جماعة منهم الزكي بن رواحة صاحب المدرسة قالوا أن أمّ هذا الشاب لما كانت حاملة به عطست فحمدت الله فقال لها من جوفها يرحمك اللّه بصوت سمعه كل من حضر هنالك.

ثم يضيف الشيخ محي الدين قائلا: وأما أنا فكانت لي بنت ترضع وكان عمرها دون السنتين وفوق السنة لا تتكلم، فأخذت ألاعبها يوماً فقلت لها: يا زينب! فأصغت إلي. فقلت لها: إني أريد أن أسألك عن مسألة مستفتياً؛ ما قولك في رجل جامع امرأته ولم ينزل ماذا يجب عليه؟ قالت لي: "يجب عليه الغسل" بكلام فصيح وأمها وجدتها يسمعان، فصرخت جدتها وغشي عليها.[738]

ويذكر الشيخ محي الدين هذه القصة أيضاً في الباب الثمانين وأربعمائة ويضيف أنه فارق هذه البنت في تلك السنة وتركها عند أمها وغاب عنها، وأذن لأمها في الحج في تلك السنة ومشى هو إلى العراق ثم إلى مكة. فلما جاء المعرّف خرج في جماعة يطلب أهله في الركب الشامي فرأته ابنته زينب وهي ترضع ثدي أمها، فقالت: هذا أبي قد جاء، فنظرت الأمّ حتى رأته مقبلاً على بعد، وزينب تقول: هذا أبي هذا أبي، وكان معها خالها فناداه فأقبل إليهم وعندما رأته ضحكت ورمت بنفسها عليه، وصارت تقول له: يا أبت يا أبت![739]

ولا نعرف الكثير عن ابنته زينب هذه، سوى أنها ماتت خلال حياته ولحدها بيده، وذكر ابن العربي ذلك في قصيدة طويلة في الديوان الكبير يقول في أولها:[740]

لحدت بنتي [b]بيدي[/b]
أنا على حكم النوى
مقيّدٌ في وقتن

لأنها ذو [b]جسدي[/b]
فليس شيء بيدي
ما بين أمسٍ وغدِ

وكذلك نعلم أيضاً أن له حفيدة، وهي بنت بنته (ربما زينب)، اسمها صفية ذكرها في الديوان وألبسها الخرقة،[741]كما سنرى في الفصل السادس.