شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.13.8 - منزل المنازل الفهوانية (603/1207)

وفي هذه السنة كتب الشيخ محي الدين كتاب "منزل المنازل الفهوانية"،وقد يسمى كتاب الفهوانية أو منزل المنازل.[717]ولا نعرف بالتحديد أين كتب الشيخ الأكبر هذا الكتاب، ربما في القاهرة أو قد يكون بعد رجوعه إلى مكة المكرمة، أو قد يكون في دمشق إذ من المحتمل أن يكون زارها مرّة أخرى بعد مصر وقبل الذهاب إلى مكة، كما سنرى في الفقرة التالية.

و"الفهوانية" مصطلح يستخدمه الشيخ محي الدين ابن العربي وقد عرّفه في رسالة "الاصطلاحات الصوفية" التي سنتكلم عنها بعد قليل، وهو "خطاب الحق بطريق المكافحة في عالم المثل"،[718]وفي هذا الكتاب يدرس الشيخ محي الدين رضي الله عنه الدرجات العالية التي يصل إليها رجال الله بعد المجاهدة والرياضة وتصفية النفس.

وقد تكلّم الشيخ محي الدين عن الفهوانية في الفتوحات المكية وهي نوع من الخطاب الإلهي ولكن من وراء حجاب لأنه لا يمكن أن يجتمع الكلام والمشاهدة إلا في التجلي البرزخي وهذه مسألة اختلف فيها الشيخ محي الدين مع شهاب الدين السهروردي كما سنذكر أدناه حيث يقول الشيخ محي الدين في فصل حكم القبلة للصائم أن موسى عليه السلام طلب الرؤية بعدما حصل له الكلام فالمشاهدة والكلام لا يجتمعان في غير التجلي البرزخيّ كما كان مقام شهاب الدين عمر السهرورديّ، فإن مشاهدة الحق فناء ومع الفناء لا يتصوّر طلب فإن اللذة أقرب من طلب الكلام لنفس المشاهد ومع هذا فلا يلتذّ المُشاهد في حال المشاهدة، فلا تصحّ الفهوانية إلا مع الحجاب كما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الشورى [b]((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ [51]))[/b].