شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.8.6 - سقيط الرفرف بن ساقط العرش (قونية)

وفي قونية رأى الشيخ محي الدين شخصاً سمّاه باسم مقامه "سقيط الرفرف بن ساقط العرش"، وهو من رجال العدد، وآيته من كتاب الله الآية الأولى من سورة النجم [b](([/b]وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى[b] [1]))[/b]، وهو دائم الشغل بنفسه وبربه، شأنه كبير وحاله عظيم. يقول عنه الشيخ محي الدين أنه صاحب انكسار وذلّ ورؤيته في هذه الحالة مؤثرة. ويضيف الشيخ محي الدين أن هذا الشخص كان له لسانٌ في المعارف وهو شديد الحياء.[690]

وفي الباب الثامن والتسعين ومائة يقارن الشيخ محي الدين بين الأبدال وبين سقيط الرفرف بن ساقط العرش فيقول إنه اجتمع بهؤلاء الأبدال السبعة بحرم مكة خلف حطيم الحنابلة وكانوا يركعون هناك فسلم عليهم وسلموا عليه وتحدث معهم فما رأى أحسن سمتاً منهم ولا أكثر شغلاً منهم بالله، ثم يقول: ما رأيت مثلهم إلا سقيط الرفرف ابن ساقط العرش بقونية وكان فارسياً.[691]

ولقد ذكرنا من قبل في الفصل الثالث أن الشيخ رأى بفاس رجلا "ساقطا" عليه من الحزن بحيث كان يبدو كأنه يوقد في الأتون وصحبه الشيخ ونفعه بعد أن بيّن له سبب زلّته، ولكن يضيف أنه مع ذلك بقي الحزن عليه. ثم يقول الشيخ رضي الله عنه أن جماعة من أهل الله يُعرضون عن الساقطين بسبب أنهم ما بلغوا من معرفة الله بحيث أنهم يرونه عين كل شيء؛ فلما حصروه صار عندهم كل من سقط من ذلك المقام الإلهي الذي عيّنوه أعرضوا عنه. أما العلماء بالله فما لهم حالة الإعراض عن هؤلاء لأنهم في حال الثبوت وحال السقوط ما خرجوا عن المقام الإلهي وإن خرجوا عن المقام السعادي.[692]