شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.5 - مروره في بغداد لأول مرة (601/1204)

كانت منطقة بلاد ما بين النهرين (دجلة والفرات) مركزاً للعديد من الحضارات الإنسانية التي ترجع إلى 3700 قبل الميلاد ومن أهمها الحضارة السومرية العربية، ثم الدولة الأكدية، ثم الدولة البابلية الأولى ثم الكاشيين، ثم الدولة الآشورية، ثم الدولة الكلدانية (البابلية الثانية)، ثم الحكم الفارسي.

تحولت العراق بالفتح الإسلامي وخاصة إبّان فترة الحكم العباسي إلى مركز سياسي وعلمي مهم، وصارت بغداد عاصمة العالم الثقافية والعلمية إلى أن سقطت بأيدي المغول سنة 656/1258. ففي العهد الراشدي شيّد عمر بن الخطاب مدينتي البصرة والكوفة، وخلال الحكم الأموي كانت العراق تابعة للعاصمة الأموية في دمشق. ولمّا قامت الخلافة العباسية انتقلت إدارة الدولة الإسلامية إلى العراق، وتألقت بغداد التي بناها العباسيون لتصبح عاصمة العلم والترجمة عن مختلف الحضارات السابقة التي كانت تتم في بيت الحكمة الذي أسّسه الخليفة المأمون سنة 215/830. تعرضت العراق في عهد العباسيين إلى العديد من الثورات والحروب الداخلية إلى أن سقطت على يد القائد المغولي هولاكو سنة 656/1258.

ففي الشهور الأولى من سنة 601 دخل ابن العربي بغداد ولكنه لم يُقم فيها سوى اثني عشر يوماً حيث أنه كان يقصد الموصل لزيارة عليّ بن عبد الله بن جامع. ولكن بغداد لا شك قد أخذت من نفسه مكانة كبيرة، فقال في الفتوحات المكية:

فبغداد داري لا أرى لي موطن

سواها فإن عزّت جنحت إلى مصـري[646]

5.1.5.1- قراءة كتاب روح القدس (بغداد، 11 صفر 601/1205)