شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.3 - رجال القهر، أبو عبد الله الدقاق (فاس)

كما هو الحال مع شيخه أبي مدين، فرغم أنه لم يلتقيه في الواقع إلا أن الشيخ محي الدين ينقل الكثير من الأخبار عن الشيخ أبي عبد الله الدقاق حتى إننا نظنّ أنه من المحتمل أن يكونا قد اجتمعا بشكل ما في عالم المثال كما حصل بينه وبين شيخه أبي مدين.

والشيخ أبو عبد الله الدقاق كان يتردد من فاس إلى سجلماسة، وهو أحد شيوخ شيخه أبي مدين الذي تتلمذ على يديه وعلى يدي ابن حرزهم كما ذكرنا أعلاه. يروى عن الشيخ الدقاق أنه كان يقول: "أنا وليّ أخذ عنه الشيخ أبو مدين علم التصوف".[393]

ويقول الشيخ محي الدين ابن العربي رضي الله عنه أن الشيخ الدقاق كان من رجال القهر الثمانية ويقال لهم رجال القوة الإلهية، آيتهم من كتاب الله: [b]((أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ))[/b][الفتح: 29]، لهم من الأسماء الإلهية: "ذو القوة المتين"، جمعوا ما بين علمِ ما ينبغي أن تُعلم به الذات الواجبة الوجود لنفسها من حيث هي، وبين علمِ ما ينبغي أن تُعلم به من حيث ما هي إله. ويضيف الشيخ محي الدين أن هؤلاء الرجال لا تأخذهم في الله لومة لائم ولهم همم فعّالة في النفوس وبهذا يُعرفون. ومن ذلك أن الشيخ أبا عبد الله الدقاق كان يقول: "ما اغتبت أحداً قط ولا اغتيب بحضرتي أحدٌ قط"،[394] أي أنّه يؤثّر في نفوس الحاضرين عنده فلا يتكلّمون في غيبة بحضرته، ثم يضيف الشيخ محي الدين أنه لقي من رجلا القهر ببلاد الأندلس جماعة وكان لهم أثر عجيب وكلّ معنى غريب وكان بعض شيوخه منهم.[395]

وفي موضع آخر يقول الشيخ محي الدين أنه ما رأى أحداً تحقق بمثل هذا في نفسه مثل الشيخ أبي عبد الله الدقاق بمدينة فاس من بلاد المغرب لأنه ما اغتاب أحداً قط ولا اغتيب بحضرته أحد قط، وأنه ربما كان يقول: "لم يكن بعد أبي بكر الصدّيق صدّيق مثلي" ويذكر هذا.[396]