شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.5.2 - أبو عبد الله محمد بن قاسم التميمي (فاس، 591/1194)

إن من أوائل الشيوخ الذين لقيهم الشيخ محي الدين العربي في فاس هو الشيخ أبو عبد الله محمد بن قاسم التميمي (توفي 603/1206)، وهو إمامٌ محدّثٌ حافظٌ ذاكرٌ للحديث ورجاله وتواريخهم وطبقاتهم وكان فقيهاً متفنّناً محصلاً راويةً رحّالاً، رحل في طلب العلم إلى الأندلس والمشرق ثم توصّل إلى التصوف وعاد إلى فاس حيث تتلمذ على يدي الشيخ أبي مدين والشيخ أبي يعزى.[389] ومن الشيوخ الذين صحبهم بسبتة الشيخ أبي محمد بن عبيد الله الحجري (توفي 591/1194)، وهو إمام محدث التقاه الشيخ محي الدين بسبتة سنة 590 (قبل سنة من وفاته رحمه الله) ودرس معه صحيح البخاري كما ذكرنا أعلاه. ومن غير المستبعد أن يكون الشيخ محي الدين قد التقى مع الشيخ محمد التميمي هناك في سبتة عند الشيخ محمد الحجري فدعاه لزيارته في فاس.

كان الشيخ محمد التميمي إمام المسجد الأزهر في عين الخيل في فاس والذي لا يزال قائما حتى هذا الوقت، وهناك اجتمع معه الشيخ محي الدين وحضر دروسه وتدارس معه الحديث وروى عنه الكثير من الأحاديث في الفتوحات المكية وغيرها.[390] وربما هناك أيضاً تلقى الشيخ محي الدين الخرقة من الشيخ التميمي للمرة الثانية كما سنرى بعد قليل.

image008.jpg

جانب من مسجد عين الخيل في فاس

وكذلك كان الشيخ محي الدين يتدارس حال الشيخ أبي عبد الله الدقاق مع صاحبه أبي عبد الله محمد ابن قاسم بن عبد الرحمن بن عبد الكريم التميمي الفاسي الإمام بالمسجد الأزهر بعين الخيل من مدينة فاس والذي ألف كتابا في مناقب الشيخ الدقاق سمّاه "المستفاد في ذكر الصالحين من العباد بمدينة فاس وما يليها من البلاد"،[391] ولكن ذلك كان على ما يبدو خلال إقامته الثانية في فاس سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة.[392]