شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.4.4.1 - بعض صفاته

يقول الشيخ الأكبر في روح القدس عن شيخه أبي عمران موسى الميرتلي لأنه كان له شأن كبير ومعرفة تامة وأدب عظيم، وكان مقبوضا في عموم أحواله، حسن البشاشة لزوّاره. كان يقول في نفسه:

فأنت ابن عمران موسى المسـيء

ولست ابن عمران موسى الكليم

ويضيف الشيخ محي الدين أنّ شيخه أبا عمران الميرتلي كان يأخذ نفسه بالشدائد حتى إنه لزم بيته منذ ستين سنة لا يخرج. جرى على طريق الحارث بن أسد المحاسبي لا يقبل من أحد شيئاً ولا يطلب حاجةً لنفسه ولا لغيره.

ويقول الشيخ الأكبر أيضاً أن الشيخ أبا عمران كان واحداً من رجال الإمداد، وهم ثلاثة رجال في كل زمان يستمدون من الحق ويمدّون الخلق بلطف ولين ورحمة من غير أن يشعروهم بشيء:

ومنهم رضي الله عنهم ثلاثة أنفس وهم رجال الإمداد الإلهي والكوني في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون فهم يستمدون من الحق ويمدون الخلق ولكن بلطف ولين ورحمة لا بعنف ولا شدة ولا قهر يقبلون على الله بالاستفادة ويقبلون على الخلق بالإفادة فيهم رجال ونساء قد أهلهم الله للسعي في حوائج الناس وقضائها عند الله لا عند غيره وهم ثلاثة لقيت واحداً منهم بإشبيلية وهو من أكبر من لقيته يقال له موسى بن عمران سيد وقته كان أحد الثلاثة لم يسأل أحداً حاجة من خلق الله. ورد في الخبر أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال من تقبل لي بواحدة تقبلت له بالجنة: أن لا يسأل أحداً شيئاً،[225]فأخذها أبّان مولى عثمان بن عفان فعمل عليها فربما وقع السوط من يده وهو راكب فلا يسأل أحداً أن يناوله إياه فينيخ راحته فتبرك فيأخذ السوط من الأرض بيده. وصفة هؤلاء إذا أفادوا الخلق ترى فيهم من اللطف وحسن التأني حتى يظن أنهم هم الذين يستفيدون من الخلق وإن الخلق هم الذين لهم اليد عليهم ما رأيت أحسن منهم في معاملة الناس.[226]