2.7.1.2 - صاحبه عبد المجيد بن سلمة
وفي مرشانة زار الشيخ الأكبر خطيبها عبد المجيد بن سلمة وهو صديقه وأخوه في الله، كما يسميه الشيخ، ويقول عنه أنه من أهل الجدّ والاجتهاد. ومن القصص الغريبة التي أخبره بها عبد المجيد أنه كان بمنزله ليلة من الليالي فقام إلى حزبه من الليل فبينما هو واقف في مصلاّه وباب الدار وباب البيت مغلق، وإذا بشخص قد دخل عليه وسلم وما يدري كيف دخل فجزع منه وأوجز في صلاته، فلما سلّم قال له الشخص: يا عبد المجيد من تأنّس بالله لم يجزع! ثم نفض الثوب الذي كان تحته يصلي عليه ورمى به وبسط تحته حصيراً صغيراً كان عنده وقال له: صل على هذا. ثم يروي عبد المجدي أن هذا الشخص أخذنه وخرج به من الدار ثم من البلد ومشى به في أرض لا يعرفها ولا يدري أين هو من أرض الله تعالى، فذكروا الله تعالى في تلك الأماكن ثم ردّه إلى بيته حيث كان. فسأله عبد المجيد: يا أخي بماذا يكون الأبدال أبدالاً؟ فقال له: بالأربعة التي ذكرها أبو طالب في القوت، وسمّاها له وهي: الجوع والسهر والصمت والعزلة قلباً. ويقول الشيخ الأكبر أن هذا الرجل كان من أكابر أهل الله تعالى ويقال له معاذ بن أشرف الرندي،[254]وهو في الحقيقة من أصحاب ابن العربي كما سنذكره في آخر هذا الفصل أدناه.