شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

2.6.1 - بعض صفاته

وقد روى الشيخ محي الدين الكثير من أخبار الشيخ الموروري وصفاته في رسالة روح القدس، وكذلك في كتاب محاضرة الأبرار؛ فالشيخ أبو محمد عبد الله الموروري كان من تلاميذ أبي مدين الذي كان يسميه الحاج المبرور وقد حج وصاحب في مكة أبا عبد الله بن حسان الذي طلب منه أن يتزوّج ابنته رغبة فيه فأبى عبد الله أن يأخذها مخافة أن لا يقوم بحقها. وكان الشيخ أبو مدين يحبه جدا؛ قال له يوما يا أبا عبد الله كَبُر علي دعائي الناس إلى الله ولا يجيب أحد وأريد أن أصطفيك لنفسي وتخرج معي إلى بعض هذه الجبال فألزم مغارة تصحبني فيها إلى أن أموت ففرح عبد الله بذلك وعلم أن له عند الله مكانا، ولما كان الليل رأى عبد الله الشيخ أبا مدين في النوم إذا تكلم مع الناس صار شمسا وإذا سكت صار قمرا فروى له ذلك في الصباح فتبسم وقال له الحمد لله يا ولدي أريد أن أكون شمساً فإن الشمس تنفي كل ظلمة وتكشف كل كربة.

وكان عبد الله الموروري له همة فعالة وصدق عجيب، سافر من عند الشيخ أبي مدين إلى الأندلس بسبب والدته فأودعه الشيخ أبو مدين سلامه إلى أبي عبد الله الشيخ المسن بمدينة المرية المعروف بالغزّال من أصحاب ابن العرّيف من أقران أبي مدين وأبي الربيع الكفيف الذي كان بمصر وعبد الرحيم الذي كان بقنا وأبي النجا[245]الذي كان بجزيرة الذهب رحمهم الله تعالى، فلما وصل عبد الله إلى المرية[246]قصد إلى الشيخ أبي عبد الله فوجد أصحابه قعودا فقال لهم استأذنوا لي على الشيخ. فقالوا الشيخ نائم في هذه الساعة ولم يُقبلوا عليه فعزّ عليه ما هم فيه من كثافة الحجاب حيث لم يعرفوه فقال لهم إن كنت جئت إليه في الله فإنه يوقظه الساعة، فإذا الباب فتح والشيخ قد خرج يمسح النوم عن عينه فقال أين هذا الذي جاء فسلم عليه وأكرم نزله. وكان الغالب على أبي محمد البسط وكان أصحاب الشيخ مقبوضين فعندما ودعهم وانصرف قال له أصحاب الشيخ لو انقبضت يا أبا محمد من هذا البسط الذي أنت فيه فقال لهم ما هو البسط؟ فقالوا رحمة. قال وما هو القبض؟ قالوا عذاب. فقال اللهم لا تنقلني من رحمتك إلى عذابك، فخجلوا وانصرف عنهم.