2.4.3.11 - الاستسقاء
ومرّة كان الشيخ العريبي بإشبيلية مع أصحابه فقيل له أن أهل قصر كتامة يحتاجون إلى المطر فسِر إليهم فاستسق لهم لعل الله أن يسقيهم! فخرج لذلك وخرج معه خادمه محمد وكان على بعد مسيرة ثمانية أيام، فقال له بعض أصحابه أدع الله لهم من هنا، قال: أُمرت بالخروج إليهم. فخرج فلما وصل قصر كتامة وأشرف عليه مُنع من دخوله فاستسقى لهم وهم لا يشعرون، فسقاهم الله في الحين، فرجع من ذلك الموضع ولم يدخل البلد حتى وصل إلى إشبيلية. فأخبرهم محمد خادمه الذي مشى معه لمّا سقاهم الله ونزلت الأمطار أن الغيث كان ينزل عن يمينهم ويسارهم وأمامهم وخلفهم من غير أن يصيبهم منه شيء. فقال الشيخ الأكبر للشيخ العريبي: عزّ عليّ حيث لم تصبك رحمة الله عزّ وجلّ! فصاح الشيخ وقال: فزت بها يا محمد يا حسرة لو تذكرتها هناك.