6.2.6 - انصح عبادي (دمشق)
وكذلك فكما ذكرنا من قبل في الفصل الثالث والفصل الخامس أن الله تعالى قد أمر ابن العربي بشكل مباشر في الرؤيا أن ينصح عباده، وذلك عندما كان في الأندلس وفي مكة، فالأمر أيضاً في دمشق كان كذلك حيث تفرّغ الشيخ كليّاً للتدريس والكتابة.[815]
وكما سخّر الله للشيخ محي الدين إسماعيل ابن سودكين في حلب فكان يلقي الدروس في بيته، وكذلك في ملطية صاحبه مجد الدين الرومي، وهكذا في كل مكان يذهب له إمّا أن يهديه الملوك بيتاً ويقطعون له معاشاً أو يفعل ذلك له أكابر البلد الذي هو فيه، عن محبّة وطيب ونفس.
فتشير الكثير من المراجع أن الشيخ محي الدين قد وجد في دمشق احتفاءً كبيراً من قبل عائلة بني الزكي الذين اشتهروا بمنصب قاضي القضاة فتوارثوه لفترات طويلة بدءً من محي الدين ابن الزكي الذي كان أول خطيب يخطب الجمعة في القدس بعد فتحها مباشرة على يد صلاح الدين الأيوبي الذي ولاّه منصب قاضي القضاة في حلب ودمشق، وكان هذا القاضي أيضاً هو الذي صلى بالناس على جنازة صلاح الدين لما توفي سنة 589.