2.7.2.2 - فاتحة الكتاب تخدمه
ويقول الشيخ محي الدين عن فاطمة القرطبية أن الله تعالى قد أعطاها فاتحة الكتاب تخدمها، فكان إذا أرادت شيئا تقرأ الفاتحة فيتشكل لدى قراءتها صورة هوائية تفعل لها ما تأمرها به. فيذكر الشيخ محي الدين قصةً حصلت أمامه وذلك أن امرأة دخلت مرة عليهم، وكان الشيخ محي الدين عند أمه فاطمة القرطبية، فقالت له يا أخي إن زوجي في شريش شذونة أُخبرت أنه يتزوج بها فماذا ترى؟ فقال لها: وتريدين أن يصل؟ قالت نعم. فردّ ابن العربي وجهه إلى العجوز وقال لها: يا أم ألا تسمعين ما تقول هذه المرأة؟ قالت: وما تريد يا ولدي؟ قال: قضاء حاجتها في هذا الوقت، وحاجتها أن يأتي زوجها. فقالت: السمع والطاعة، إني أبعث إليه بفاتحة الكتاب وأوصيها أن تجيء بزوج هذه المرأة، وأنشأَت فاتحة الكتاب فقرأتْها وقرأَ الشيخ ابن العربي معها. فيقول الشيخ محي الدين أنها كانت تُنشئ بقراءتها صورةً مجسّدةً هوائيةً فتبعثها عند ذلك لتقضي ما تريد. فلما أنشأَتها صورةً، قالت لها: "يا فاتحة الكتاب تروحي إلى شريش وتجيئي بزوج هذه المرأة ولا تتركيه حتى تجيئي به". فيقول الشيخ أنه لم يلبث إلا قدر مسافة الطريق من مجيئه فوصل إلى أهله.[233]