شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.4.6.3 - قراءة كتاب القربة (حلب، 617/1220)

لقد ذكر عثمان يحيى في تصنيفه لكتب الشيخ محي الدين عند حديثه عن هذا الكتاب أن من بين السماعات التي ألقاها الشيخ محي الدين لهذا الكتاب كان في حلب سنة 617 وكان المسمع هو المؤلف والقارئ والناسخ هو إسماعيل ابن سودكين، وكان المستمع هو أبو بكر عيسى الدمشقي.[787]

توجد لهذا الكتاب مخطوطات كثيرة وقد طبع في حيدر آباد ضمن مجموعة رسائل ابن عربي وكذلك في القاهرة سنة 1325هـ، ومن الأسماء الأخرى لهذا الكتاب: "مقام القربة"، و "مقام القربة وفك الغربة". وقال عثمان يحيى أن هذا الكتاب يتحدث عن حقيقة القرب الإلهي وكيفيّة الوصول إليها، ولكن الحقيقة أن هذا الكتاب يتحدث عن مقام القربة وهو المقام الذي دخل فيه الشيخ محي الدين في أبجيسل من بلاد المغرب سنة 597 وتحدثنا عنه في الفصل الرابع، وقلنا أن الشيخ محي الدين يقول إن الكثير من أكابر أهل التصوف، مثل الإمام محمد الغزالي، ينكرون مثل هذا المقام الذي هو مقام فوق مقام الصديقية وليس فوقه سوى مقام النبوة. وقد تكلم الشيخ محي الدين عن هذا المقام في الفتوحات المكية كثيراً، مثل الباب الثالث والعشرين "في معرفة الأقطاب المصونين وأسرار صونهم" و الباب الحادي والستين ومائة "في المقام الذي بين الصديقية والنبوة وهو مقام القربة".

وقد ذكر الشيخ محي الدين أن قوله أن هذا المقام الذي ناله سنة 597 هو فوق مقام الصديقية لا يعني أبداً أنه هو فوق مقام الصديق أبي بكر رضي الله عنه، فإن مقام الصديقية الذي كان لأبي بكر الصدّيق رضي الله عنه هو أحد مقاماته وليس هو المقام الذي خصص له أو فُضّل به، بل فُضّل رضي الله عنه بالسرّ الذي وقر في صدره كما شهد له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.[788]ونذكر هنا أيضاً أن ابن العربي كتب كتاباً خاصاًّ سمّاه "التحقيق في شأن السرّ الذي وقر في نفس الصدّيق".