شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.2.2 - تاريخ مختصر لحلب

تعتبر حلب من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان، وهي تشتهر بقلعتها المعروفة باسمها وهي تقع على تلة مرتفعة تشرف على مناطق المدينة القديمة التي لها سبعة أبواب تاريخية ما زال أكثرها ماثل حتى الآن وأهمها باب الفرج وباب الحديد وباب النصر، وكذلك يوجد بها مسجد كبير يدعى المسجد الأموي الكبير وفيه ضريح نبي الله زكريا عليه السلام.

تعتبر حلب مدينة قديمة قدم التاريخ وقد ذكرها ريموش الأكادي بن صارغون 2530-2515 ق.م. مؤسس أول إمبراطورية ساميّة في الشرق بعد أن استولى عليها وأسر ملكها. وقد شهدت حلب عصرها الذهبي في عهد حمورابي البابلي و زمريليم ملك ماري نحو سنة 2000 ق.م، ثم توالت عليها الحضارات مثل الحثيين والمصريين والآشوريين والبابليين والفرس والمكدونيين والإغريق والسلوقيين ثم الرومان حتى فتحها المسلمون عام 637 م بقيادة خالد بن الوليد فتوالت عليها الخلافة الإسلامية الراشدية والأموية والعباسية فشهدت فترة ازدهار ورُقيّ ثقافي وفكري وحضاري في جميع الميادين.

في عهد الأمير عماد الدين وابنه نور الدين الزنكي (523/1128-579/1260) أصبحت حلب مركز المقاومة الإسلامية ضد الفرنجة، فبدأت أحوالها بالتحسن إلى أن جاء زلزال حلب المدمر سنة 565/1170 فدمّر جزءاً كبيراً منها ولكن نور الدين الزنكي أعاد بناءها من جديد وأقام فيها العديد من المباني والأسواق.

ومع ظهور الدولة الأيوبية (579/1183-659/1260) حكم حلب الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين الذي استطاع بحكمته حماية المدينة من الفرنجة بالإضافة إلى عقده عدة معاهدات تجارية مع أنطاكية والبندقية فنالت حلب شهرة ومجداً عظيمين في هذه الفترة. ولكن ذلك العصر الذهبي الذي عاشته المدينة انتهى باجتياح المغول لحلب سنة 659/1260 ثم ما لبث أن بدأ عهد المماليك 659/1260-922/1516 وبعدها الدولة العثمانية 922/1516-1337/1918 ثم العصر الحديث.

ولقد تغنى الكثير من الشعراء في حلب لِما عرف عن جميل أوصافها وأوصاف أهلها، فكما ذكر ابن شداد في "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام و الجزيرة" عن حلب أن أهلها من أحسن الناس خَلقاً وأخلاقاً وأنها من أعظم البلاد جمالاً وأفخرها رتبة وجلالاً، مشهرة الفخار، عالية البناء والمنار، ظلّها ضافٍ، وماؤها صافٍ، وسعدها وافٍ، ووردها لعليل النفوس شافٍ، وأنوارها مشرقة، وأزهارها مؤنقة، وأنهارها غدقة، وأشجارها مثمرة مورقة، ... ثم أبدع في وصفها، إلى أن ذكر شعراً في حلب وأهلها لابن الشيخ محي الدين وهو سعد الدين محمّد، الذي سنذكره بعد قليل، حيث يقول:

حَلَبٌ تَفُقُّ بِمائِها وَهَوائِها
نُورُ الغَزالّةِ[723] دُونَ نورِ رَحابِها
طَلَعَتْ نُجُومُ النَصـرِ مِن أَبْراجِها
وَالسُورُ باطِنُهُ فَفِيهِ رَحْمَةٌ
بَلَدٌ يَظَلُّ بِهِ الغَرِيبُ كَأنَّهُ

وَبِنائِها وَالزُهْرِ مِنْ أَبنائِها
وَالشهْبُ تَقْصُـرُ عَنْ مَدى شُهْبانِها
فَبُرُوجُها تَحْكي بُرُوجَ سَمائِها
وَعَذابُ ظاهِرِهِ عَلَى أعْدائِها
فِي أهْلِهِ فاسْمَعْ جَمِيلَ ثَنائِه

5.2.2.1- الحكم الأيوبي في حلب

5.2.2.2- الملك الظاهر غازي ابن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي

5.2.2.3- سبب هذا القبول الجميل عند الملوك

5.2.2.4- فتاوى بعض فقهاء حلب

5.2.2.5- حديث برواية شيخ من الجن (حلب)

5.2.2.6- تجلي سورة الإخلاص (حلب)

5.2.2.7- خالص بن أحمد (حلب)

5.2.2.8- (قراءة) كتاب التجليات (حلب 606/1209)

5.2.2.9- الفترة من 606/1209-608/1211