شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.9 - دمشق (602/1206)

لم يذكر الشيخ محي الدين أية أخبار عن زيارته هذه إلى دمشق، ولكنه ذكر في الفتوحات المكية أكثر من مرة حين حديثه عن عقلاء المجانين أنه التقى في دمشق بالبهلول المجنون الشهير مسعود الحبشي كما سنذكر ذلك في الفصل السادس.[700]

وتؤكد بعض المصادر التاريخية أن مسعود الحبشي قد توفي سنة 602 بين شهري صفر وشوال،[701]مما يعني أن الشيخ محي الدين كان في دمشق في شهر رمضان على أبعد تقدير، خاصة وأننا سنجده في الخليل في الرابع عشر من شهر شوال من هذه السنة.

ويعود الفضل للدكتور ستفين هرتنشتاين في مراجعة بعض المخطوطات والتأكيد على أن الشيخ محي الدين كان في دمشق في بداية شهر جمادى الأولى وربما جمادى الآخرة حيث أكمل كتاب الأمر المحكم المربوط الذي بدأه في قونية كما رأينا أعلاه،[702]بالإضافة إلى بعض الكتب الأخرى التي سنذكرها أدناه.

فمن المؤكّد إذا أن ابن العربي كان في دمشق في بداية شهر جمادى الأولى وربّما بقي بها حتى شهر رمضان قبل أن يصل إلى الخليل في شوّال، أو ربّما كان بعد شهر جمادى في مدينة القدس وقضى شهر رمضان هناك.

وكما سنرى فإن دمشق ستكون هي المحطة الأخيرة والمستقرّ الهانئ الذي سيقضي فيه الشيخ محي الدين بقية حياته، ولكن ليس قبل أن يقوم برحلات كثيرة ليستكشف المنطقة حولها. ويقول الشيخ الأكبر في الباب الثامن والسبعين ومائة أنه لما دخل إلى دمشق وجد في نفسه حبّاً مجهولاً لا يعرف سببه، ولكن لا نعرف إن كان ذلك قد حصل في هذه الزيارة الأولى أو لاحقاً عندما استقر هناك، على كل حال سنترك تفصيل الحديث عن ذلك إلى الفصل القادم الذي سنخصصه للفترة الدمشقية من حياة الشيخ الأكبر.