شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

5.1.7.1 - الرجبيّون (دنيسر)

ومن الأشخاص الذين التقى بهم الشيخ محي الدين في الجزيرة في بلدة دنيسر أيضاً شخص ينتمي إلى الرجبيين، وهم مجموعة من الأولياء من رجال العدد، يكون عددهم في كل وقت أربعين نفساً (أي يمكن أن يكون منهم نساء رغم تسميتهم رجالا كما نوّهنا من قبل)[668]في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون وهم رجال حالهم القيام بعظمة الله وهم من الأفراد[669]وهم أرباب القول الثقيل من قوله تعالى، في سورة المزّمّل: [b]((إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا [5]))[/b] وسُمّوا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية، وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق وهم متفرقون في البلاد ويعرف بعضهم بعضاً؛ منهم من يكون باليمن وبالشام وبديار بكر.

ويقول الشيخ محي الدين أن هؤلاء الرجبيون أول يوم يكون في رجب يجدون كأنما أطبقت عليهم السماء فيجدون من الثقل بحيث لا يقدرون على أن يطرفوا ولا يتحرّك فيهم جارحة ويضجعون فلا يقدرون على حركة أصلاً ولا قيام ولا قعود ولا حركة يد ولا رجل ولا جفن عين. يبقى ذلك عليهم أول يوم، ثم يخف في ثاني يوم وفي ثالث يوم أقل وتقع لهم الكشوفات والتجليات والاطلاع على المغيبات ولا يزال مضطجعاً مسجّىً يتكلم بعد الثلاث أو اليومين ويُتكلم معه ويقال له إلى أن يكمل الشهر، فإذا فرغ الشهر ودخل شعبان قام كأنما نشط من عقال. فإن كان صاحب صناعة أو تجارة اشتغل بشغله وسلب عنه جميع حاله كلّه إلا من شاء الله أن يبقى عليه من ذلك الشيء أبقاه الله عليه.

فيقول الشيخ محي الدين أنه لقي واحداً منهم بدنيسر من ديار بكر ما رأى منهم غيره وكان بالأشواق إلى رؤيتهم، والذي اجتمع به منهم كان في شهر رجب وكان في هذه الحال التي ذكرناها.[670]