شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.7.1.1 - عبد المؤمن بن علي القيسي (524/1129-558/1163)

كان ابن تومرت قد أوصى قبل وفاته بالخلافة لعبد المؤمن بن علي القيسي فلما توفي تولى عبد المؤمن الحكم واستطاع أن يقضي على المرابطين الذين كانت دولتهم تنهار وتتفتت كما رأينا أعلاه، فأقام على أنقاضهم دولة الموحدين ووحّد أفريقية الشمالية كلها حيث قضى على سلطة النرمنديين في تونس واستخلصها منهم سنة 555/1160 وأخضع أمراء الطوائف المستبدين وأصبح ملكه ينبسط من أقصى ليبيا إلى المحيط الأطلنطي؛ فأخذ مراكش عام 541/1147 وتونس وليبيا عام 554/1160 والأندلس ما بين 540/1146-548/1154.

فلما انتشرت دعوة الموحدين في المغرب تشوّف إليهم أعيان الأندلس لما حلّ بهم من الفساد مع تراجع حكم المرابطين فيها كما رأينا، فجعلوا يوفدون في كل يوم عليهم ويتنافسون في الهجرة إليهم فدخل في ملكهم كثير من جزيرة الأندلس كالجزيرة الخضراء ورندة ثم إشبيلية وقرطبة وغرناطة. فلما رأى عبد المؤمن ذلك جمع جموعاً عظيمة وخرج يقصد جزيرة الأندلس فاستقبله الناس بالمبايعة، حتى دانت له معظم البلاد، فرجع إلى أفريقية لإخماد بعض الثورات فيها.

عهِد عبد المؤمن في حياته إلى أكبر أولاده محمد وبايعه الناس، فلما توفي عبد المؤمن في السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 558/1163، اضطرب أمر ابنه محمد الذي لم يكن كفؤا للخلافة لما عرف عنه من إدمان شرب الخمر واختلال الرأي وكثرة الطيش وجبن النفس، فاتفق أعوان الدولة على خلعه فكانت ولايته إلى أن خلع خمساً وأربعين يوماً.