شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

1.2.1 - فتح بلاد أسبانيا

ففي عام 86/705 وفي زمن الوليد بن عبد الملك الأموي تولى موسى بن نصير المغرب، فأخضع البربر، ونشر الأمن في تلك الديار، واستطاع أن يفتح طنجة فترك بها حامية يقودها طارق بن زياد الذي عسكر بمن معه من المسلمين على سواحل بحر الزقاق، وبدأت أنظارهم تتجه نحو الأندلس (إسبانيا) التي كان يحكمها القوط منذ عام 507 م، غير أن أمرهم بدأ يضعف حيث قسمت إسبانيا إلى إمارات صغيرة (دوقيات) تابعة إلى الملك في طليطلة.

ركب طارق السفن في سبعة آلاف من المسلمين، أرفدوا لاحقا بخمسة آلاف آخرين، وألقت السفن مرساها قبالة الجزيرة الخضراء عند جبل سمي فيما بعد جبل طارق (وكذلك يسمّى جبل الفتح). وسار طارق باتجاه قرطبة، لمواجهة الإسبان الذين جمعوا جيشاً جراراً بلغ من سبعين إلى مائة ألف. وبدأ القتال يوم الأحد الثامن والعشرين من رمضان سنة 92 هـ (19/07/711 م)، فأظهر الإسبان مقدرة عظيمة أول المعركة، وثبتوا لضغط المسلمين، ولكن ما لبثوا أن انهار جيشهم وانهزم واحتل المسلمون معسكرهم وغنموا ما فيه، واتجهوا لفتح المدن الرئيسية الأخرى، ففتحوا شذّونة ومدوّرة وقرمونة وإشبيلية وأستجة ثم طليطلة. فأرسل موسى إلى طارق يأمره بالتوقف لأنه توغل أكثر مما ينبغي، ثم عبر موسى إلى الأندلس بناءً على استغاثة وجهها إليه طارق، وذلك في شهر رمضان سنة ثلاث وتسعين، بجيش عدده ثمانية عشر ألفاً، ففتح بعض المدن التي لم يفتحها طارق.

وبذلك تم فتح جميع الأندلس التي بقيت تحت حكم المسلمين زهاء ثمانية قرون أنشؤوا خلالها حضارة زاهرة لا تزال آثارها باقية حتى اليوم.