شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.2.7 - علم النقل والكشف

وحول موضوع الفرق بين علم الذوق وعلم الخبر أو النقل، ينقل الشيخ الأكبر قول أبي يزيد البسطاميّ رضي الله عنه وهو يخاطب علماء الرسوم، الذين يعتمدون على علم الخبر والرواية: "أخذتم علمكم ميتاً عن ميت وأخذنا علمنا عن الحيّ الذي لا يموت؛ يقول أمثالنا حدثني قلبي عن ربي وأنتم تقولون حدثني فلان، وأين هو؟ قالوا: مات، عن فلان، وأين هو؟ قالوا: مات".

وفي هذا الصدد يقول الشيخ الأكبر أن الشيخ أبا مدين رحمه الله كان إذا قيل له: قال فلان عن فلان عن فلان، يقول: "ما نريد نأكل قديداً هاتوا ائتوني بلحم طريّ"، أي حدّثوا عن ربّكم واتركوا فلاناً وفلاناً، فإن أولئك أكلوه لحماً طرياً، والواهب لم يمت، وهو أقرب إليكم من حبل الوريد، والفيض الإلهيّ والمبشّرات ما سُدّ بابها، وهي من أجزاء النبوّة، والطريق واضحة، والباب مفتوح، والعمل مشروع، والله يهرول لتلقي من أتى إليه يسعى، وما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم، وهو معهم أينما كانوا. فمن كان معك بهذه المثابة من القرب مع دعواك العلم بذلك والإيمان به لِمَ تترك الأخذ عنه والحديث معه وتأخذ عن غيره ولا تأخذ عنه فتكون حديث عهد بربك؟[336]

وفي المعنى نفسه يقول الشيخ الأكبر في حديثه عن أنواع الفتوح ومقاماته من الباب السادس عشر ومائتان من الفتوحات المكية أن الشيخ أبا مدين يقول في الفتوح: "أطعمونا لحماً طرياً كما قال الله تعالى، لا تطعمونا القديد"، أي لا تنقلوا إلينا من الفتوح إلا ما يفتح به عليكم في قلوبكم، لا تنقلوا إلينا فتوح غيركم.[337]