شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

3.1.2 - الجزيرة الخضراء (589/1192)

ففي عام 589 شدّ محمد ابن العربي الرحال إلى الضفة الأخرى من المضيق ليزور بعض مدن المغرب، وكان قصده زيارة عبد الله المهدوي في تونس وهو أحد التلاميذ المقربين للشيخ أبي مدين. وقبل عبور المضيق إلى المغرب العربي كان لا بدّ أن يمرّ الشيخ بالجزيرة الخضراء وهي مدينة مشهورة بالأندلس يقابلها من المغرب سبتة، وهي تقع شرقي شذونة وقبلي قرطبة، ويقال لها أيضاً "جزيرة طريف"، وقد وصفها ياقوت الحموي بأنها من أشرف المدُن وأطيبها أرضاً وسورها يضرب به ماء البحر ولا يحيط بها البحر كما تكون الجزر عادة لكنها متصلة ببرّ الأندلس لا حائل من الماءِ دونها. بين الجزيرة الخضراء وقرطبة خمسة وخمسون فرسخاً وهي على نهر برباط، وقد نسب إليها جماعة من أهل العلم، منهم أبو زيد عبد الله بن عمر بن سعيد التميمي الجزيري.[287]

ويعتقد بعض العلماء أن مضيق جبل طارق حيث يجتمع البحر المتوسط مع البحر المحيط هو مجمع البحرين وهو المكان الذي اجتمع فيه موسى بالخضر عليهما السلام كما قال الله تعالى في سورة الكهف: [b]((وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا [60]))[/b]، فيقال إن أهل هذه المدينة هم الذين أبوا أن يضيفوا موسى والخضر عليهما السلام، وبها أقام الخضر الجدار وخرق السفينة، وكان الجلندى، وهو ملك قرطاجة في ذلك الوقت، هو الذي كان يأخذ كل سفينة غصباً. حكي ذلك عن وكيع بن الجراح.[288]ولكن ياقوت الحموي ينقل أن مدينة تلمسان هي التي أقام الخضر فيها الجدار كما سنرى بعد قليل.