شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

0.2.1 - تصنيف عثمان يحيى

إنَّ الدراسة التي قدمها عثمان يحيى للحصول على درجة الدكتوراه من جامعة السوربون سنة 1958 م، والتي قدم فيها بحثاً عن تاريخ وتصنيف مؤلفات الشيخ محي الدين ابن العربى، تحت إشراف الأستاذ المستشرق ماسينيون، والأستاذ برنشفيك، تقدم أفضل إحصاءٍ لكتب الشيخ حتى الآن. كتب عثمان يحيى دراسته باللغة الفرنسية، بعنوان " Histoire et Classification de l'Oeuvre d'Ibn 'Arabi"، وتمَّ نشرها في دمشق، سنة 1964، من قِبل المعهد الفرنسي للدراسات الشرقية. وقد قام الشيخ أحمد محمد الطيب، الرئيس السابق لجامعة الأزهر، وشيخ الأزهر حالياً، بترجمة هذا الكتاب إلى اللغة العربية ونشره في القاهرة، سنة 2001، بعنوان "مؤلفات بن عربي – تاريخها وتصنيفها". لقد أخذ عثمان يحيى على عاتقه مهمة فحص المؤلفات المنسوبة إلى الشيخ محي الدين، حيث فحص حوالي 1590 عنواناً وبيّن ما كان منها صحيحاً، وما كان منحولا، أو مشكوكاً في صحة نسبته، وما كان عنواناً أصلياً، أو عنواناً مختلفاً لعنوان أصلي آخر.

اعتمد عثمان يحيى في تصنيفه على مصادر مختلفة، وهي تنقسم إلى مصادر مباشرة ومصادر غير مباشرة. فأمَّا المصادر المباشرة فهي كتب الشيخ محي الدين ابن العربي نفسه؛ وأهمها "الفهرس" و"الإجازة" المذكوران أعلاه، بالإضافة إلى الإشارات المختلفة في كتبه الأخرى. وأما المصادر غير المباشرة، فهي الأبحاث والمقالات التي نُشرت من قَبلُ في هذا الخصوص، وأهمها ما قدَّمه المستشرق بروكلمان، وسركيس عواد، وطاهر رفعت، والصفائحي، وغيرهم، بالإضافة إلى بحثه المضني في خزائن المخطوطات وفهارسها، حيث قام بفحص عدد كبير من المخطوطات وألحق كلَّ مصنَّف بملاحظاتٍ نقديَّة تتعلق بموضوع المخطوط وأرقامه في مختلف خزائن المكتبات في الشرق والغرب، وبيان السماعات المسجَّلة عليه، وذِكر تاريخ تصنيفه وتاريخ نسخه.

لكن المراجعة الدقيقة لهذا العمل الكبير تُبيِّن أن الباحث قد اعتمد في كثيرٍ من الأحيان على فهارس المكتبات، أو على بطاقات الكتب، دون الرجوع إلى بطون المخطوطات، وهو الأمر الذي هو نفسه انتقد فيه المستشرق بروكلمان، في الوقت الذي كان ينبغي عليه توخي الدقة القصوى حيث إنَّه خصَّص بحثه حول مصنَّفات الشيخ محي الدين وتاريخها، في حين إنَّ بروكلمان كان يُجري مسحاً شاملاً للتراث الإسلامي ككل. من أجل ذلك خرج هذا العمل المضني مليئاً بالأخطاء والعناوين المكرَّرة. هذا بالإضافة إلى أنَّ المصادر المباشرة التي اعتمد عليها عثمان يحيى، وهي "الفهرس" و"الإجازة"، لم تكن محققة بشكل صحيح، وفي أغلب الأحيان لم تميِّز بين العناوين الأصلية وتلك التي تمَّت إضافتها من قِبل النُسَّاخ بعد نهاية النص، كما سنوضح ذلك في الفقرات التالية.

بناءً على هذه الملاحظات، وبالرغم من الجهد الكبير الذي استغرقه هذا العمل المضني الذي قام به عثمان يحيى، فقد تضمّن العديد من الأخطاء التي ينبغي تدارُكها. ولقد ظهرت خلال العقود التالية بعض الدراسات التي صحَّحت الكثير من هذه الأخطاء، وأهمُّها تلك التي قامت بها جمعية محي الدين ابن العربي في أكسفورد، من خلال المشروع الكبير الذي يهدف إلى جمع وتصنيف المخطوطات التي تتعلق بمؤلفات الشيخ الأكبر وبعض تلاميذه المقرَّبين، ولكنَّ هذه الأبحاث، التي نُشرت في المجلة الخاصة بالجمعية، وكذلك في مجلات علمية أخرى، لا تزال مُشتَّتة ولم يتم جمعها في كتاب واحد يحدد كتب الشيخ محي الدين ويوضح ما هو صحيح منها وما هو منحول.