شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه
شمس المغرب - سيرة لأكبر محي الدين ابن العربي ومذهبه

البداية
الجزء الأوّل
الجزء الثاني
الجزء الثالث
اتصل بنا
مرحبًا بكم في شمس المغرب ( يرجى الدخول أو التسجيل)
المقدمات
الفصول
المحتويات

6.3.2 - إسماعيل ابن سودكين (دمشق، 620/1223)

يبدو أن من أول التلاميذ الذين رافقوا الشيخ محي الدين ابن العربي إلى دمشق، بعد وفاة بدر الحبشي، هو إسماعيل ابن سودكين النوري الذي تعرف عليه في مصر وكان يسكن معه في حلب.

فيقول لنا إسماعيل في كتاب "الوسائل" أن الشيخ محي الدين نصحه مرة سنة 620 وحذّره من أن يشغل نفسه بغير الله، وقال له أنه قد تظهر لك الأشياء فتنشغل بها وتظن أنك لا ترى سوى وجه الله فيها، فكل هذا خداع واستدراج، فلا يجوز الشغل بغير الله. وإذا تجلّى لك الله في شيء، فخذه من ذلك الوجه ولا تقف مع هذا الشيء.[817]

ولا ندري إن كانت هذه النصيحة في دمشق أو في حلب، أو ربما على الطريق إلى دمشق حيث من غير المستبعد أن يكون ابن سودكين قد رحل مرافقا لشيخه محي الدين الذي يبدو أنه وصل إلى دمشق في أول هذه السنة أو ربما في أواخر سنة 619. ولكن في جميع الأحوال نجد أن ابنه محمد في بداية هذه السنة كان يحضر الدروس والسماعات في بيت الشيخ محي الدين في دمشق، ومنها كتاب التجليات كما سنرى في الفقرة التالية.

بالإضافة إلى ذلك، يذكر الشيخ محي الدين في الديوان الكبير أنه رأى شمس الدين إسماعيل ابن سودكين النوري في المنام صبيحة ليلة يوم الاثنين ثامن عشر جمادى الأولى سنة 620 بظاهر دمشق، وأنشده في المنام بيتين ما سمعهما منه ولا من غيره قبل ذلك، وهما:[818]

أنا في العالم الذي لا أراكم
فإذا ما رأيتكم نصب عيني

كمسيح النصارى بين اليهود
أنا واللهِ في جنان الخلود

ويقول الشيخ محي الدين أن ذلك على وزن أبيات المتنبي:

ما مقامي بأرض نخلة إلا
أنا في أمة، تداركها الله،

كمقام المسيح بين اليهود
غريب كصالح في ثمود

وهذه الأبيات تعبير واضح عن مدى تعلّق ابن سودكين بالشيخ الأكبر واتباعه له، ولكنها قد تشير أيضاً إلى أن ابن سودكين لحق بشيخه ولم يكن معه حينما وصل إلى دمشق.